قانون إيمان الرسل

البند 10 – مغفرة الخطايا

قانون إيمان الرسل

مرحبًا بكم في هذه السلسلة من المحاضرات حول "قانون إيمان الرسل." إنّ عبارة "قانون إيمان" لا تبدو جذّابة في أيّامنا هذه، فالعقيدة، والتعليم، وشرائع الإيمان، والاعترافات، والتعاليم المختصرة (الكاتيشيسم) ليست شائعة في هذا العصر الذي يسوده النسبيّة الأخلاقيّة. ومع ذلك، اعتبر المسيحيّون الأوائل العقيدة أمرًا مُهمًّا، إذ نقرأ عن الكنيسة بعد يوم الخمسين: "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل» (أعمال الرسل ٢: ٤٢). حين تسمع عبارة "قانون إيمان الرسل"، قد تتساءَل: ما هو قانون إيمان الرسل؟ بل قد تسأل: ما هو قانون الإيمان أساسًا؟ تُشير هذه التسمية إلى رُسل الربّ يسوع المسيح. ويا له من تشجيع عظيم للكنيسة في أيّامنا لو كان الرسل لا يزالون بيننا! لكنّهم ماتوا منذ زمن بعيد. غير أنّه لدينا قانون إيمان الرسل، وهو اعتراف يستند إلى عقائد الرسل وتعاليمهم. نشجّعك على مشاهدة هذه المحاضرات الثلاث عشرة أو الاستماع إليها، وأنْ تصلّي لكي تتحوّل هذه الإعلانات المقدّسة للإيمان إلى اعترافك اليوميّ في مسيرتك المسيحيّة.

البند 10 – مغفرة الخطايا

في البند العاشر من قانون الإيمان، يعترف المسيحي قائلًا: وبمغفرة الخطايا." على الرغم من قصر هذه العبارة، إلّا أنّها تحتوي على مضمون عظيم. تُقال فيها أشياء كثيرة بكلمات قليلة. يبدو كما لو أنَّ هذا الاعتراف مأخوذ مباشرة من مزمور 130، حيث يُطرح السؤال: " إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ ٱلْآثَامَ يَارَبُّ، يَا سَيِّدُ، فَمَنْ يَقِفُ؟" (مزمور 130: 3). والجواب هو: لا أحد. لأنّنا "جميعًا أخطأنا وأعوزنا مجد الله" (رومية 3: 23). "ليس بارٌّ، ليس ولا واحد" (رومية 3: 10). فالعالم كلّه مذنب أمام الله. ومع ذلك، يتبع ذلك اعتراف بالإيمان: "لِأَنَّ عِنْدَكَ ٱلْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ" (مزمور 130: 4). يا له من اعتراف مبارك! هنا يُقال شيء عن الله في غاية الأهمية لكلّ واحد منّا، وهو أنَّ عند الله مغفرة. الله يغفر! يغفر الخطية والإثم. يعلن مزمور 130: "عندك المغفرة." ويتحدّث المزمور عن الغفران كأنّه جزء ثابت من طبيعة الله كما هو الضوء بالنسبة للشمس، فيقول: "عندك المغفرة" — إنّها خاصّة بالله.