مرحبًا بكم في هذه السلسلة من المحاضرات حول "قانون إيمان الرسل." إنّ عبارة "قانون إيمان" لا تبدو جذّابة في أيّامنا هذه، فالعقيدة، والتعليم، وشرائع الإيمان، والاعترافات، والتعاليم المختصرة (الكاتيشيسم) ليست شائعة في هذا العصر الذي يسوده النسبيّة الأخلاقيّة. ومع ذلك، اعتبر المسيحيّون الأوائل العقيدة أمرًا مُهمًّا، إذ نقرأ عن الكنيسة بعد يوم الخمسين: "وكانوا يواظبون على تعليم الرسل» (أعمال الرسل ٢: ٤٢). حين تسمع عبارة "قانون إيمان الرسل"، قد تتساءَل: ما هو قانون إيمان الرسل؟ بل قد تسأل: ما هو قانون الإيمان أساسًا؟ تُشير هذه التسمية إلى رُسل الربّ يسوع المسيح. ويا له من تشجيع عظيم للكنيسة في أيّامنا لو كان الرسل لا يزالون بيننا! لكنّهم ماتوا منذ زمن بعيد. غير أنّه لدينا قانون إيمان الرسل، وهو اعتراف يستند إلى عقائد الرسل وتعاليمهم. نشجّعك على مشاهدة هذه المحاضرات الثلاث عشرة أو الاستماع إليها، وأنْ تصلّي لكي تتحوّل هذه الإعلانات المقدّسة للإيمان إلى اعترافك اليوميّ في مسيرتك المسيحيّة.
في البند الحادي عشر من قانون الإيمان، يعترف المسيحي قائلًا: "وبقيامة الجسد." عندما التقى يسوع بمرثا الحزينة بعد موت أخيها لعاز، قال لها: "سَيَقُومُ أَخُوكِ" (يوحنا 11: 23). فأجابت مرثا: "أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ، فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 11: 24). لقد فَسّرت كلمات يسوع تفسيرًا خاطئًا، إذ لم تكن تظنّ أن يسوع قد جاء في تلك اللحظة ليقيم أخاها من الموت، بل دفعتها كلمات يسوع إلى التفكير في القيامة العامّة للأموات في آخر الزمان. ومع ذلك، تُظهر إجابتُها أنَّ قيامة جميع الأموات كانت معتقدًا شائعًا بين اليهود.
المُعلّم